(الأربعاء ٢٢ شعبان ١٤٣٩)
١٨:١٩
في المنتجع السياحي المعروف بأجوائه المنفتحة والشهير بكونه ملتقى ثقافياً وسياحياً واجتماعياً للوافدين من جنسيات مختلفة، نجحت المؤسسة الدينية الرسمية التي تمثل الأزهر الشريف في مدينة شرم الشيخ أخيراً في أن تعده ملتقى لنشر تعاليم الإسلام الوسطي، ونشر سماحة الدين الإسلامي وعلاقته بكل الأديان لدى الأجانب من زوار مدينة السلام.
الموقع التخصصي للمسجد، يُعد مسجد الصحابة الواقع في منطقة السوق التجـــارية الــــقديمة في مدخل مدينة شرم الشيخ في محافظة جنوب سيناء، أحد الأبنية المعمارية الأحدث والملائمة للواقع المحيط، إذ صبغته مدينة السلام بالثقافة ذاتها فبات ركناً مهماً من أركان المدينة ذات الأبعاد الدينــــية والثقافية والاجتماعية والسياحية، وعُد أحد معالم شرم الشيخ السياحية بعدما أدرج في برامج زيارات الوفود الأجنبية الرسمية وغيرها.
ومسجد الصحابة الذي وضعت اللبنة الأولى له في 10 كانون الثاني (يناير) 2011، افتتح في 24 آذار (مارس) 2107 على مساحة 3034 متراً مربعاً بكلفة قدرت بـ30 مليون جنيه. يضم المسجد ثلاثة طبقات متصلة، خصص في كل طابق جزء للصلاة للرجال وآخر خدمي ما بين ثقافي واجتماعي، فيما خصص في الطابق الثاني على مساحة 250 متراً مربعاً مصلى للسيدات.
التصميم المعماري الخارجي للمسجد يضم مظاهر معمارية تمثل حضارات عدة، منها الطراز المعماري الإسلامي والعصر الكنسي للعمارة المسيحية، والحضارة الهندية والعثمانية، وزينت هذه المظاهر بمآذن وقباب يبلغ ارتفاع إحداها 76 متراً، وأقيمت على البوابة الرئيسة لمدخل الطابق الثاني.
على أحد جوانب المسجد في مواجهة مدخل الميدان، عمودان غطيا بنقوش زخرفية، وهما نسخة أصلية من أعمدة مبنى الفاتيكان في العاصمة الإيطالية روما، فيما تمثل العصر الكنسي في الجزء الخارجي من المسجد في مظهر معماري ينم عن الجمع بين الحضارات المختلفة على مسافة متساوية. يستوعب المسجد 3 آلاف مصلٍ، ويصل ارتفاع صحنه الرئيس في الطابق الثاني الى 36 متراً، وداخله رواق يضم مظلتين للصلاة، وأمامه ساحة انتظار مجهزة لاستقبال 300 سيارة، ويحيط به ميدان على مساحة 10 آلاف متر مربع تمتد على قطره ممرات طولية وعرضية للمارة والزوار، وفي نقطة المركز، شُيدت نافورة مياه وفي مقابلها على الخط ذاته النافورة الأندلسية الملاصقة لمبنى المسجد.
في الطابق الأرضي للمسجد، خصصت غرفة لارتداء الزي الإسلامي للسيدات من الوفود الأجنبية فوق زيهن السياحي، لمن يرغبن في زيارة المسجد من الداخل، بهدف التيسير على كل من يرغب في دخول المسجد من الديانات الأخرى.
وحول الأهداف من إنشاء المسجد وما يحتويه، يقول رئيس مجلس مدينة شرم الشيخ اللواء محمود السولية «إن الهدف من إقامة المسجد يتمثل في توفير مكان للعبادة، ونشر ســـماحة الـــدين الإسلامي لدى الأجانب من زوار مدينة السلام من خلال عقد برامج تدريبية في المركز الثقافي في المسجد الذي يعمل على نشر ثقافة علاقة الدين الإسلامي وكل الأديان».
وأضاف: «بهدف التيسير على زوار المسجد من السياح في الحصول على كل المعلومات الثقافية والدينية والمعمارية والسياحية والاجتماعية، أعد المركز الثقافي في المسجد عدداً من الدعاة الجدد الدارسين اللغات والترجمة من متخرّجي قسمي اللغتين الفرنسية والإنكليزية في جامعة الأزهر، إضافة إلى استضافة ثلاثة علماء من الأزهر الشريف يجيدون اللغة الألمانية».