الموقع التخصصي للمسجد، استنكر خطباء جمعة في لبنان ما وصلت إليه بعض وسائل الإعلام اللبناني من التجرّوء حتى على المقدّسات الدينية، في خطوة مشبوهة تصب في تأجيج الصراع المذهبي والطائفي الذي نحن في غنى عنه لما عانينا منه في السنوات السابقة"، مطالبين بمحاسبة سريعة وشفافة لكل من يتورط في ذلك حرصا على الكيان اللبناني المتشكل من جميع الطوائف والأديان.
الشيخ علي ياسين: الحكم بالتراضي اوصل البلد الى حافة الهاوية
أكد رئيس "لقاء علماء صور ومنطقتها" الشيخ علي ياسين العاملي "أن البلد لا ينهض اذا تم كل شيء بالتراضي، لان الحكم بالتراضي اوصل البلد الى حافة الهاوية، والسعي لتشكيل الحكومة ليس بالضرورة أن يكون كل الأفرقاء السياسيين فيها، وانما لا بد من موالاة ومعارضة، ووجود موالاة ومعارضة دليل ان العمل السياسي في البلد بخير" .
واستنكر في تصريح "ما وصلت إليه بعض وسائل الإعلام اللبناني من التجرّوء حتى على المقدّسات الدينية، في خطوة مشبوهة تصب في تأجيج الصراع المذهبي والطائفي الذي نحن في غنى عنه لما عانينا منه في السنوات السابقة"، مطالبا "العهد بمحاسبة سريعة وشفافة لكل من يتورط في ذلك حرصا على الكيان اللبناني المتشكل من جميع الطوائف والأديان" .
واستذكر "بطولات المقاومة والجيش وتضحيات الشعب في مواجهة عدوان تموز عام 2006، والذي أثمر نصرا مؤزرا على الكيان الصهيوني، وأعاد الأمل في نفوس الشعوب العربية والإسلامية بأنّ فلسطين لا يمكن استرجاعها إلا بالمقاومة، التي بزخمها المتنامي ستسقط كل المؤامرات الصهيو أمريكية وليس في آخرها ما يسمى صفقة القرن المشؤومة" .
وتوجه ياسين بالشكر لقيادة المقاومة على مبادرتها في تنفيذ وعودها في مكافحة الفساد، مشيدا بخطوتها الجريئة في تحريك ملف عودة النازحين السوريين من بابٍ عمليٍ يقطع الطريق على كل من يستغل آلام النازحين لمصلحته السياسية أو المالية على حساب الوضع الاقتصادي اللبناني .
الشيخ خطيب: يجب تسهيل تشكيل حكومة جامعة بعيدة عن منطق المحاصصات
ألقى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب خطبة الجمعة في مسجد بلدة لبايا في البقاع الغربي، وعزى فيها الامة الاسلامية بذكرى شهادة الامام جعفر الصادق "الذي ضحى وتفانى وعانى في سبيل حفظ تعاليم الدين، فأغنى الفكر الانساني بكل أنواع العلوم والمعارف والقيم الاخلاقية والدينية، ونجح في تكوين جامعة فذة تدرس مختلف العلوم والمعارف، ناهز عدد طلابها الأربعة آلاف عالم انتشروا في كل بقاع العالم الإسلامي، وهو حلقة نورانية من سلسلة ائمة اهل البيت الذين اوصونا بالعلم ومكارم الاخلاق ومرضي الافعال، ونحن اليوم بأمس الحاجة الى تعاليم رسول الله وائمة اهل البيت لنقتدي بهم ونتعلم من سيرتهم ولاسيما ان العالم يعيش في غوغاء لا يحتاج فيها الى العلم فحسب، انما الى الاخلاق والعودة الى تعاليم الاديان التي تأمر بحسن الخلق والمعاملة الطيبة مع الاخرين، ولقد اوصى الامام الصادق شيعته بحسن العشرة فقال: كونوا زينا لنا ولا تكونوا شينا علينا حتى يقول الناس رحم الله جعفرا، فلقد ادب شيعته فأحسن تأديبهم، فالامة الاسلامية تحتاج الى ان تعود الى تعاليم دينها فتتحصن بالعلم والاخلاق لتكون خير امة اخرجت للناس، تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر".
وتوجه الى "رجال المقاومة وشعبها وجيش لبنان والقوى الامنية الذين احبطوا عدوان تموز مسجلين اروع الانتصارات على العدو الصهيوني في مواجهتهم للعدوان وتحطيم جبروته حيث قدموا اسمى التضحيات في معركة الدفاع عن لبنان، فكانت معادلة الشعب والمقاومة والجيش قيمة اخلاقية وثقافية جسدت الصمود والشجاعة في انصع تعابيرها، فهذه المعادلة مصدر قوة لبنان وضمانة ردع العدوان عنه، وعلينا ان نحفظها ونتمسك بها بوصفها شكلت ولا تزال شبكة امان لحفظ لبنان وشعبه، والتي نرى اليوم مثيلا لها في شعب فلسطين المنتفض باللحم العاري على الجلاد الاسرائيلي المتجرد من كل القيم الاخلاقية والمتسلح باعتى وسائل الحرب والقتل في مشهد نراه يتكرر في المواجهات اليومية التي يخوضها ابناء فلسطين ضد عدو ارهابي مدعوم من دول استعمارية افتقدت كل المعاني الاخلاقية والانسانية. ونحن اذ نوجه تحية الاكبار الى شهداء لبنان وفلسطين وسوريا الذين سقطوا في مواجهة محور الشر والباطل الذي تتزعمه اميركا واسرائيل وحلفاؤها، فاننا نرى ان النصر سيكون حليفا للحق في مواجهة الباطل والعدالة في مواجهة الظلم لان الله سبحانه وعد المؤمنين بالنصر لقوله: ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم، وهاهي سوريا تنتصر على العصابات التكفيرية المدعومة من اسرائيل وحلفائها، فتبادر اسرائيل الى ضرب سوريا ردا على هزيمة حلفائها".
وطالب الخطيب اللبنانيين "بحفظ انتصاراتهم على العدوان الصهيوني والتكفيري من خلال التمسك بوحدتهم الوطنية وعدم التخلي عن قوة لبنان المتمثلة بجيشه وشعبه ومقاومته من منطلق الالتزام الوطني والاخلاقي لمن ضحى لحفظ وطنهم، فيبادروا الى تسهيل تشكيل الحكومة التي نريدها جامعة لكل المكونات السياسية بعيدة عن منطق المحاصصات والمصالح الضيقة تعمل لما فيه مصلحة لبنان، وتحفظ الدماء الزكية التي سقطت في الدفاع عن شعبه، وهي مطالبة بتوفير الاستقرار السياسي والامني وانعاش الوضع الاقتصادي والمعيشي من خلال القيام بمشاريع انمائية واستثمارية تحد من البطالة المتفشية ولاسيما في المناطق المحرومة في البقاع وعكار، مما يستدعي انشاء مجلس انماء للبقاع وعكار ينهض بالواقع الانمائي فيهما. وعلى المسؤولين ان يعملوا لتكون كل الوزارات مسخرة لخدمة الشعب اللبناني بما يعزز قيام دولة القانون والمؤسسات التي ترعى شؤون مواطنيها دون تمييز بين منطقة وطائفة".
وحض اللبنانيين على "التضامن والتعاون في حل مشكلة النازحين السوريين من خلال العمل على مختلف المستويات لتأمين العودة الآمنة لهم، فلبنان لم يعد قادرا على تحمل هذا العبء الكبير، وعلى الحكومة اللبنانية التنسيق المباشر مع الحكومة السورية لإنجاز هذه العودة في أسرع وقت ممكن".
الشيخ دعموش :يجب النظر الى مصلحة لبنان وعدم الارتهان للخارج والاسراع في تشكيل الحكومة
أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة، أن "مسار الأحداث في المنطقة، على الرغم من حالة الدمار التي يحدثها العدوان في كل من اليمن وسوريا وغيرها، هو في مصلحة محور المقاومة، وليس في مصلحة المحور الأميركي الاسرائيلي السعودي. فمشروع محور المقاومة بفعل التضحيات والصمود والثبات في كل ساحات الاشتباك يتقدم بخطوات ثابتة ويحقق إنجازات كبيرة. إنجازات كبيرة في سوريا وثبات وصمود أسطوري في اليمن، وفشل أميركي سعودي في العراق، وعدم وجود شريك فلسطيني لتمرير صفقة القرن في فلسطين، واستعداد إيراني كبير للمواجهة والصمود والثبات في وجه الحرب الاقتصادية والإعلامية والسياسية التي تشنها الولايات المتحدة الأميركية على إيران".
واعتبر ان "كل هذه الانجازات والتطورات تجعل محور المقاومة يتقدم، لكن لا يمكن أن يتحقق الانتصار الكامل إلا بالمزيد من الصبر والصمود والثبات والتمسك بالمقاومة"، مشيرا الى أن "صفقة القرن هي أحد مفردات المواجهة القائمة في المنطقة بين محور المقاومة والمحور الأميركي الاسرائيلي السعودي".
ورأى أن "هذه الصفقة هي مشروع تصفية كاملة للقضية الفلسطينية بالتواطؤ والتعاون السري والعلني ما بين الادارة الأميركية وإسرائيل والمتآمرين العرب وفي مقدمهم السعودية، وأخطر ما فيها أنها لا تلبي أيا من الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني. وهذه الصفقة لن تمر طالما ان الشعب الفلسطيني يتمسك بالمقاومة لاستعادة حقوقه وأرضه، ويرفض الاستسلام والتخلي عن ثوابته الوطنية. فالأميركي ومن معه لن يجدوا لهم شريكا فلسطينيا شريفا في هذه الصفقة، لأن الفلسطيني الشريف لا يمكن أن يشارك في التآمر على أرضه وشعبه وحقوقه، فضلا عن أنه لا يمكن أن يشارك في تصفية قضيته".
واعتبر أن "التأخير الذي يحصل في تشكيل الحكومة في لبنان ربما يأتي في سياق مشروع سعودي للالتفاف على نتائج الانتخابات النيابية وتكبير حجم وحصص بعض أدواتهم في الحكومة، لتمرير سياساتهم ضد المقاومة وحلفائها في لبنان. على اللبنانيين ان يدركوا ان هذا المشروع ليس في مصلحة لبنان، وهو محاولة لزعزعة الاستقرار السياسي الذي من مصلحة الجميع الحفاظ عليه".
وطالب الشيخ دعموش ب"النظر الى مصلحة لبنان وعدم الارتهان للخارج والاسراع في تشكيل الحكومة، لأن في ذلك مصلحة للبنان ولكل اللبنانيين، وأي تأخير سيساهم في تفاقم الوضع الاقتصادي والمالي الذي وصل الى مستويات صعبة وخطيرة ويؤخر الحلول للكثير من الأزمات المعيشية والحياتية التي يعاني منها المواطنون".
الشيخ حبلي: إنتصار تموز شكّل البداية للإنتصارات التي يحققها محور المقاومة
دان الشيخ صهيب حبلي ما حصل من تعرض للرموز الدينية خلال أحد البرامج التلفزيونية الساخرة، ودعا وسائل الإعلام الى الحفاظ على أخلاقيات المهنة، والإبتعاد عن إثارة النعرات المذهبية والطائفية حفاظاً على السلم الأهلي.
وأشار الشيخ حبلي خلال خطبة الجمعة التي ألقاها في مسجد إبراهيم في صيدا، الى أننا في مثل هذه الأيام قبل 12 عاماً كنا نشهد ولادة الإنتصار الذي صنعته إراد المقاومين الذين أذلوا العدو الصهيوني في جنوب لبنان، فكان إنتصار تموز في العام 2006 البداية للإنتصارات التي يحققها محور المقاومة، من اليمن الى العراق مرورا بسوريا وصولا الى فلسطين المحتلة. ولفت الى ما نشهده من إنتصارات للجيش السوري في درعا حيث نجح الجيش بدحر الإرهاب وبسط سيطرة الدولة، ما يشير الى أن الحرب الإرهابية التي تتعرض لها سوريا شارفت على نهايتها بعد فشل مخطط تقسيم سوريا، وإنهيار التنظيمات الإرهابية المدعومة أميركياً وإسرائيلياً والممولة عربياً.
وحيّا الشيخ حبلي أبناء اليمن الذين يحيون اليوم ذكرى الصرخة في وجه المستكبرين، وأشاد ببطولاتهم في مواجهة العدوان على مدينة الحديدة، حيث واجهوا العدوان بكل شجاعة غير آبهين بالصواريخ والغارات ورفضوا الخضوع لإراد الغزاة والمحتلين.