الموقع التخصصي للمسجد، أكد رئيس فريق التنقيب ومدير إدارة التراث الوطني في الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بمنطقة الرياض عجب العتيبي، أن الهيئة عثرت عن مواقع أثرية جديدة أظهرتها نتائج العمل الميداني، ضمن الموسم الأول من مشروع التنقيب في موقع حليت الأثري بمحافظة الدوادمي في منطقة الرياض.
وبيَّن أن الحفرية كشفت عن مسجد جامع يتوسط المستوطنة على نمط المساجد المبكرة في العصر الإسلامي الأول، ونماذج لمساكن مكونة من أفنية وغرف للتخزين، ومناطق عمل تحوي أفران لصهر المعدن ومعالجته.
كما أوضح أنه تم الكشف عن أفران متجاورة كانت تمثل أنموذجًا لمراحل التعدين التي وصفتها المصادر الإسلامية، وأيضًا معثورات فخارية وزجاجية وأخرى منفذة من الحجر الصابوني، وأدوات دقيقة مثل الخرز والمكاييل الزجاجية التي تعطي انطباعًا مبدئيًّا على وجود حراك اقتصادي وتجاري في المستوطنة.
وأفاد العتيبي بأنه تم توثيق مجموعة من النقوش والكتابات الإسلامية حول الموقع، مبينًا أن هذه الكتابات تعطي بُعدًا جديدًا لتاريخ المنطقة وحضارتها خلال الفترة الإسلامية المبكرة، وذهب إلى أن الفخار الذي تم اكتشافه بالموقع خضع للدراسة والتصنيف، وظهر من النتائج المبدئية أنه يمكن تأريخه للعصر الإسلام المبكر الأموي وبداية العباسي.
وأشار إلى أن مشروع التنقيب في موقع حليت الأثري بمحافظة الدوادمي، تم بناء على أمر الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، موضحًا أنه يركز على أعمال التنقيب في المنطقة المُسيَّجة للموقع الأثري الذي تبلغ مساحته 600م في 100م، مبينًا أن هدف المشروع التحقق من كثافة المعثورات الأثرية والكشف عن الأدوات والوسائل المصاحبة لأعمال التعدين.
كما بيَّن رئيس فريق التنقيب أن أولى الأعمال الأثرية التي أجريت في الموقع الذي يعد من أهم مستوطنات التعدين في الفترة الإسلامية المبكرة، تمت ضمن أعمال مسح لمنطقة وسط السعودية عام 1401هـ، وسجل في الموقع عدد من آثار التعدين؛ حيث ينتشر على سطحه عدد غير قليل من كِسَر الأواني الفخارية والزجاجية.
ويمتاز الموقع بكثرة الرُّحِيِّ الحجرية المستخدمة في طحن المعادن، فضلًا عن عدد من الدلائل التي تبين أهمية هذه المدينة ومكانتها الاقتصادية منذ وقت مبكر في التاريخ، وضرب الأمثلة على ذلك بالتخطيط العام والنسق المعماري المميز والمتمثل في المسجد الجامع، والوحدات والدور السكنية المترابطة، ومواقع صهر المعادن ومعالجتها، بحسب العتيبي.